تاريخ النشر: آيار 2024
مع طول مدة الحرب في سوريا ما زالت قضية المفقودين فاقدة للحل ولا تزال عائلات المفقودين والمختفين قسراً في سوريا، تعاني من آثار الفقد على مستويات عديدة، ومع مرور سنوات الفقد، تشكلت العديد من الروابط المعنية بشؤون المفقودين والمختفين قسراً، وعملت العديد من الجهات على آليات توثيق متباينة لسجلات الفقد الكثيرة والجهات الفاعلة المتسببة في حدوثها. وبسبب الجهود المبذولة في هذا الإطار، فضلاً عن صدور العديد من التقارير المتعلقة بالمفقودين وعائلاتهم؛ فقد صدر قرار بإنشاء مؤسسة دولية جديدة لاستجلاء مصير المفقودين والمغيبين قسراً في سوريا وأماكن وجودهم وتقديم الدعم للضحايا وأسرهم، تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 2023/6/23.
ومع الإعلان عن بدء عمل المؤسسة في بداية الشهر الرابع من العام 2024، عاد سقف التوقعات لدى هؤلاء العائلات الملكومة بالكشف عن مصير المفقودين إلى الارتفاع مرة أخرى. في حين جاءت هذه الدراسة لترصد أولويات واحتياجات، وكذلك تصورات وتوقعات أهالي المفقودين من المؤسسة الجديدة.
اعتمدت الدراسة على عينة بحثية كبيرة بلغت 2560 مستجيب ومستجيبة من ذوي المفقودين 51.6% من الذكور و% 48.4 من الإناث. وقد شملت مناطق مختلقة: (مناطق سيطرة النظام السوري، مناطق حكومة الإنقاذ، مناطق الحكومة المؤقتة، مناطق الإدارة الذاتية، دول الجوار «لبنان، الأردن، العراق، مصر »، تركيا، دول أوروبا). حيث توزعت العينة على أماكن تواجد السوريين المختلفة، في ظل الشتات السوري الذي بدأ منذ العام 2011 حتى الآن.
كما اعتمدت الدراسة على «المنهج الوصفي التحليلي » الذي يصف الظاهرة محل الدراسة، ويفسرها. ويعتمد هذا المنهج على تفسير الوضع القائم وتحديد الأوضاع والعلاقات الموجودة بين المتغيرات. وكانت أداة البحث الرئيسة هي «الاستبيان »، الذي صمم وفق متغيرات تستهدف الكشف عن واقع ذوي المفقودين وتطلعاتهم واحتياجاتهم وتوقعاتهم من عمل المؤسسة الدولية الجديدة. وقد نفذ جمع البيانات مجموعة كبيرة من جامعي وجامعات البيانات المدربين على الاستبيان، ممن يملكون خبرات سابقة في هذا الميدان، في المناطق المتناولة بالدراسة.