انطلاقاً من الدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه النساء في الحياة السياسية السورية، ونظراً إلى الضعف النسبي في مشاركتهنّ حتى يومنا هذا، بعد سنوات من نضال السوريين من أجل الحرية والتعددية والمشاركة الفعالة لجميع أطياف المجتمع، أقامت اليوم التالي سلسلة ورشات تدريبية شاركت فيها 31 سيدة سورية، 17 منهن في الشمال السوري، و14 حضرن التدريب الذي أقيم في مدينة إسطنبول التركية.
في الشمال السوري:
سعى التدريب الأول ضمن سلسلة تدريبات التمكين السياسي، إلى تزوّيد النساء بالمعرفة القانونية التي تدعم مساهماتهن الإيجابية في الحياة السياسية، عبر شرح مفاهيم ترتبط بحقوق الإنسان واستعراض القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى التعريف بآليات المحاسبة المتاحة وفق الوضع السوري.
كما أسهم في خلق مساحة لمساعدة النساء إلى تعزيز التفكير النقدي، ومناقشة كيفية ترجمة قوانين حقوق الإنسان ومبادئها إلى واقع اجتماعي واقتصادي وثقافي وسياسي، والتوصّل إلى توصيات وأفكار للحد من الانتهاكات المرتبطة بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الانسان على أرض الواقع.
من ناحية تطبيقية، هدف التدريب إلى التوعية بأهمية تطبيق معايير حقوق الإنسان أثناء المقابلات الاستقصائية، والضمانات الإجرائية لمنع التعذيب وسوء المعاملة، وكذلك أفضل الممارسات فيما يتعلق بمعاملة الناجين/ات وأهالي المفقودين/ات.
في تركيا:
حضرت المشاركات الورشة الأولى من سلسلة تدريبات التمكين السياسي، والتي انطلقت أيضاً من مدخل حقوقي عبر شرح لحقوق الإنسان وأنواعها وتأثيرها المتبادل في ما بينها، وناقشت اتفاقية (سيداو) للقضاء على عدم المساواة بين الجنسين، ثم انتقلت إلى شرح تطور مفاهيم النوع الاجتماعي والمساواة وحقوق المرأة، بدءاً من مفهوم المساواة، مروراً بالقضاء على التمييز، وصولاً إلى معالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي.
المتدربات ناقشن مفهوم المشاركة السياسية ومستوياته وأهميته، مع نظرة على تاريخ المشاركة السياسية للمرأة السورية، كما تحدثن عن العقبات التي تحول دون دخول المراة مجال السياسية بشكل أوسع، وتوصلن إلى مقترحات لإيصال النساء إلى مراكز صنع القرار السياسي في سوريا.