ضمانات حقوق الضحايا في النزاع.. ورشة عمل تجمع اليوم التالي والمركز الدولي للعدالة الانتقالية

ضمانات حقوق الضحايا في النزاع.. ورشة عمل تجمع اليوم التالي والمركز الدولي للعدالة الانتقالية

في عمليات الانتقال الديمقراطي، وجميع المراحل الممهدة له، يفترض أن الانطلاق من حقوق الضحايا هو الدافع الأساسي، والمحرك أيضاً في هذا المسعى، كما تستدعي جهود التأسيس لهذا التحول إشراك الضحايا في جميع مراحل العمل، لضمان إعادة حقوقهم وتعويضهم وجبر أضرارهم مستقبلاً.

في هذا السياق نظمت اليوم التالي إلى جانب المركز الدولي للعدالة الانتقالية ورشة عمل حول “ضمانات حقوق الضحايا في النزاع”، بحضور مجموعة من الخبراء الدوليين من المركز، وممثلين عن منظمات حقوقية في سوريا، وأدارت اليوم التالي جلساتها.

امتدّت الورشة على ثلاثة أيام تدريبية بين 7 و9 أيلول 2023، وتناولت مواضيع عدة، منها دور الإصلاح الدستوري والمؤسّساتي في التأسيس للانتقال السياسي والتحوّل الديموقراطي، والأبعاد الدستوريّة والقانونيّة والبنيويّة للإصلاح.

استعرضت الورشة التجربة الكولومبية في الانتقال السياسي، وما تضمنته من اتفاقيات السلام ومشاركة للضحايا فيها، فضلاً عن الإصلاحات الدستوريّة التي تلت مرحلة النزاع. كما دار النقاش حول هيئات ومؤسسات العدالة الانتقالية المعنية بضمان المحاسبة وجبر الضرر في خلال المرحلة الانتقالية، والطرق الأفضل لمناصرة مجموعات الضحايا على المستويين الوطني والدولي.

وناقش المشاركون أولويات الإصلاح الدستوري والمؤسساتي في مستقبل سوريا، وذلك عبر مجموعات عمل قدمت توصياتها ورؤيتها عن أولويات الإصلاح المؤسساتي، وعلى رأسها إصلاح قطاع الجيش والأمن

إلى جانب ذلك، تم استعراض التجارب الدوليّة في معالجة قضايا المفقودين، ونقاش ما تتطلّبه اتّفاقات السلام لضمان كشف مصيرهم، إلى جانب الحديث عن إجراءات عودة المهجّرين وإعادة توطينهم في خلال مرحلة الاتّفاق السياسي، والتجارب الدولية في هذا الإطار.

وقدم مدير برنامج حقوق الملكية والسكن في هذا الإطار، مداخلة عن أبرز تحديات ملف حقوق السكن والأراضي والممتلكات في سوريا، ومنها الدمار الكبير، الضعف التوثيق وتلف المستندات الاساسية، تعدد القوانين العقارية التي تعالج نفس المشكلة، تعدد الدوائر التي توثق الملكية منذ ما قبل النزاع، وغيرها من التحديات التي تشكل المسألة العقارية المعقدة في سوريا.

شهدت الورشة عرضاً لفيلمي “حياة معلقة” و”بكرا منكفي” اللذين يتناولان قضية الإخفاء القسري في سوريا، وأثره على ذوي الضحايا.

فيلم “حياة معلّقة” من إنتاج اليوم التالي، يروي على لسان سيدتين سوريتين معاناة اختفاء أولادهما بعد اعتقالهم في سجون النظام السوري. تتشارك السيدتان في حوار غير مباشر ذكريات عن الأولاد، منذ الطفولة وحتى الاختفاء القسري، ووتتبادلان الصور والآمال والأماني. ويعكس مدى ألم ومعاناة الوالدتين، وهو ألم جميع أهالي المختفين قسراً، كما يعكس إصرارهما وسعيهما وعزيمتهما لإتمام رحلة البحث عن الأولاد، مع أمل لا تريدان له أن ينتهي أبداً.

يترك الفيلم رسالة أن قضية المختفين قسراً، كما قضية المعتقلين، لا يمكن أن تموت أو يغلق باب الحديث عنها أبداً، وحلّها أساسي ومحوري في طريق تحقيق العدالة والانتقال الديمقراطي في سوريا.

بينما أنتج فيلم “بكرا منكفي” بالتعاون بين مجموعة “جسور الحقيقة” التي تضم اليوم التالي والمركز الدولي للعدالة الانتقالية، ويحكي قصة سيدة سورية لاجئة في ألمانيا تناضل في رحلة البحث عن زوجها المختفي قسراُ في سوريا، وتواجه مصاعب اللجوء والتعقيدات القانونية.