خطوة جديدة يرجى لها أن تسهم في دفع مسار العدالة في سوريا، وحكم ألماني رابع ينتصر للضحايا وذويهم وذكراهم ضد “مجرم حرب” آخر أدين بقتل مدنيين عزل تحت لواء النظام السوري.
ترحب اليوم التالي بقرار المحكمة الإقليمية في برلين بالسجن المؤبد لأحد أفراد ميليشيا فلسطينية مسلحة موالية للنظام السوري، بعد ثبوت مجموعة من التهم عليه أبرزها “ارتكاب جريمة حرب” في مخيم اليرموك جنوبي دمشق عام 2014، راح ضحيتها 4 مدنيين على الأقل، وانتظر ذووهم 9 سنوات لتحقيق العدالة.
إن قرار المحكمة الإقليمية في برلين بالحكم على موفق د. بالسجن المشدد، لتعمده قتل المدنيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات، إضافة لتهم الإيذاء الجسدي، يؤكد سلوك المليشيات المرتبطة بالنظام السوري، التي روّعت وتروّع المدنيين، وتنتهك حقوقهم وتسلب أموالهم منذ أعوام.
يكشف هذا الحكم كيف سلّط النظام السوري ووظّف أفراد ميليشيات سوريين ومن جنسيات أخرى لدعم عمل أجهزته الأمنية، دون ضوابط أو حدود ودون محاسبة، وبصلاحيات واسعة، وفتح الباب أمامها لارتكاب انتهاكات واسعة النطاق بحق السوريين، في سبيل الحفاظ على سلطته، وقد كان النظام قد عمد إلى مأسسة جزء من تلك الميليشيات تحت مسميات وطنية، شرعن عملها بجعلها رديفة لقواته، ما يعني أن جهود إدانة أفراد الميليشيات المحلية تصب بشكل مباشر في إدانة النظام السوري، وتشير إلى منهجية سلوكه في قتل وترويع المدنيين.
تبارك اليوم التالي الحكم الصادر وفق اختصاص القضاء العالمي للقضاء الألماني، والجهود السابقة واللاحقة في ذات المسار، وترى أنه، وبسبب العجز المستمر والمتكرر لآليات المحاسبة الدولية في سوريا، الخيار المتاح، وليس البديل عن مسار العدالة الانتقالية التي تؤمن به منظمة اليوم التالي كحل وحيد لإرساء السلام في سوريا بعد محاسبة النظام السوري ومرتكبي الجرائم ومنتهكي حقوق الإنسان في سوريا.
تهنئ اليوم التالي ذوي الضحايا والشهود والمدعين في القضية، الذين يسهمون بدعم مسيرة العدالة الطويلة التي لن تتم إلا بحل سياسي يضمن قيام دولة القانون والمؤسسات، دولة المواطنة وحقوق الإنسان. على أمل أن يشهد جميع الضحايا من الناجين من الاعتقال وذوي المعتقلين والمفقودين والقتلى المدنيين في سوريا، أحكاماً مماثلة تعزز من فعالية مسار العدالة السوري الطويل، تعزز فرصة إطلاق مسار محاسبة ينتصف لجميع الضحايا.
TDA Content