كي لا أكون على الهامش: الذاكرة الشفوية لناجيات سوريات من الاعتقال

كي لا أكون على الهامش: الذاكرة الشفوية لناجيات سوريات من الاعتقال

تاريخ النشر: تشرين الأول 2019

للاطلاع على الإصدار pdf باللغتين العربية و الانجليزية

يكتسب التاريخ الشفوي من منظور النوع الاجتماعي، القائم على الرواية والشهادة الشفوية المتواترة، أهميته الاستثنائية خلال الثورات والنزاعات المسلحة والحروب كشاهد على التاريخ وأحد ركائزه التوثيقية، ويقف محاصرًا ومجابهًا السردية الأحادية التي يكتبها المنتصرون والممسكون بزمام السلطة، وتتعقد السرديات الأحادية حين يسطرها الممسكون بسلطات الأمر الواقع المدعومين من دول مجاورة و/أو دول كبرى، وتطول مدة الصراع، وتصل إلى ذروتها في ظل الاحتلال أو الاحتلالات، كما هي حال سورية اليوم، وتسطر الأصوات المكلومة والمخنوقة بالآلام والانتهاكات تاريخًا مكتوبًا لا يمكن أن يطوى أو يُمحى أو يضيع بعد أن كان مبحوحًا. ولا يعني ما سبق ذكره أن التاريخ الشفوي من منظور النوع الاجتماعي تقل أهميته في زمن الاستقرار والصراع السلمي على السلطة.
يحتفي التاريخ الشفوي من منظور النوع الاجتماعي بالتجارب الشخصية، وينقلها من الهامش إلى المركز، ويتحدّى علاقات القوة وهياكل السلطة في المجتمع ويسعى إلى تغييرها بشكل جذري، ويعمل من أجل دمقرطة التاريخ، ويسلّط الضوء على كفاح النساء من أجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية، ويُؤمِّن مصادر معرفية بديلة عن أدوارهنّ وإنجازاتهنّ، ويحلّق عاليًا مُعَلِّيًا شعار أن الشخصي هو سياسي.

يوثق هذا الكتاب، سردية إحدى عشرة امرأة ناجية من الاعتقال، تدعمهنّ منظمة اليوم التالي، اختيرت بناءً على عدة معايير، المروحة الواسعة لأنواع الانتهاكات خلال وبعد الاعتقال والمتقاطعة مع العنف السياسي وبعض أشكال العنف الأسري و/أو العنف المجتمعي و/أو العنف القانوني الذي تعرضت له عدة ناجيات، وتنوّع الخلفية الاجتماعية – الاقتصادية للناجية، ومستوى ودرجة التعليم، وتنوّع الآراء السياسية والأجيال العمرية. ولا تختزل الإحدى عشرة قصة تجارب النساء مع العنف السياسي المتقاطعة مع أشكال العنف الأخرى، فكلّ تجربة لها فرادتها وخصوصيتها وآثارها المختلفة والمتعددة ويختلف تحليلها الجندري عن الأخرى، ولكن الوقت المحدود لإنجاز الكتاب حدّ من إمكانية كتابة قصص إضافية.