عندما تنعدم خيارات البقاء أو العودة: التهجير الجماعي وفق “اتفاقيات المصالحة” وتبعاته

عندما تنعدم خيارات البقاء أو العودة: التهجير الجماعي وفق “اتفاقيات المصالحة” وتبعاته

تاريخ النشر: تشرين الأول 2019

تنزيل ملف الpdf: العربية / الانجليزية

يقدم هذا البحث تحليلاً لرواية عشرة آلاف مهجرة ومهجر لظروف وحيثيات تهجيرهم والأوجه المختلفة للمعاناة التي يكابدونها في الأماكن التي انتقلوا إليها، واضعين نتائجها بين أيدي المؤسسات الحقوقية والإنسانية والإعلامية السورية والدولية، وكذلك بين أيدي آليات التحقيق والمحاسبة الدولية ووكالات الأمم المتحدة المختلفة والأطراف الفاعلة في المفاوضات الرامية لإيجاد حل سياسي للمأساة السورية، آملين أن يساعد جهدنا المتواضع في امتلاك فهم أعمق لأبعاد هذه المأساة وأن تفيدهم في تسليط الضوء عليها وبلورة حلول لآثارها المختلفة.

يركز هذا البحث على قصص النزوح القسري التي حدثت بين عامي 2016 و 2018 ، وهي الفترة التي شُرِّد خلالها ملايين الأشخاص من ديارهم في العديد من المحافظات السورية ، حيث تم ترحيل أكثر من 200.000 شخص بواسطة الحافلات من مناطق مختلفة في سوريا إلى إدلب  في شمال سوريا بعد إبرام اتفاقيات المصالحة. الهدف الرئيسي من هذا البحث هو توفير قاعدة بيانات لآلاف الأشخاص النازحين داخليًا وتوثيق قصصهم وما تعرضوا له والصعوبات التي يواجهونها في الشمال وتطلعاتهم المستقبلية حتى تتمكن الأطراف المعنية المحلية والدولية من فهم سياق  النزوح الداخلي والكبير في سوريا بشكل أفضل؛ وبالتالي يمكن استخدام هذا البحث في إعداد ملفات التقاضي أو إنشاء آليات للتعويض والجبر ، أو في جمع شهادات الضحايا. من أجل رسم صورة كاملة عن معاناة النازحين وتجربتهم ، سيتناول البحث جريمة النزوح القسري ويقدم تحليلاً قانونياً بسيطاً وموجزاً لاستجابات النازحين ، مما يدل على أنه من المرجح للغاية أن غالبية إن الأشخاص المشمولين في عينة البحث هم ضحايا هذه الجريمة ، ولكن سيتم تركها للمحاكم والهيئات القضائية وشبه القضائية المختصة لإثبات حدوث هذه الجريمة بالمعنى التقني والإجرامي الجاهزة للتقاضي.