تقر آليات العدالة الانتقالية القائمة، إلى حد ما، بالحاجة إلى معالجة انتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالهجرة القسرية، لكن هذا الإقرار لم يثمر بعد عن مشاركة فعالة للمهجرين قسراً في عمليات العدالة الانتقالية في بلدانهم. الغالبية العظمى من المهجرين ما زالوا مبعدين عن هذه العمليات، حتى وإن أقر بكونهم ضحايا.
من هذا المدخل، أعدّت المبادرة العالمية للعدالة والحقيقة والمصالحة (GIJTR)، التي أطلقها التحالف الدولي لمواقع الضمير (ICSC)، دليلاً إرشادياً حول دمج مجتمعات المهجرين في عمليات العدالة الانتقالية، أسهمت فيه اليوم التالي من خلال مشاركة تجربتها في العمل على قضايا متعددة، ترتبط بسياق دعم جهود العدالة الانتقالية.
يسعى الدليل إلى تيسير دمج الهجرة القسرية في سياسات العدالة الانتقالية كما يرمي إلى ضمان مشاركة المهجرين قسراً في عمليات العدالة الانتقالية الوطنية.
إضافة إلى ذلك يهدف الدليل تزويد الممارسين وصانعي السياسات بإرشادات عملية وسهلة التطبيق حول الطرق المثلى لإشراك مجموعات المهجرين في التخطيط للتدخلات في شأن الهجرة القسرية والعدالة الانتقالية كما في تنفيذها أيضاً.
روابط قراءة دليل “إشراك المجتمات النازحة قسراً في العدالة الانتقالية” |
تجربة اليوم التالي:
شاركت اليوم التالي في إعداد الدليل إلى جانب منظمات محلية أخرى في غامبيا والسودان وكولومبيا، وأسهمت فيه من خلال عرض تجربتها في التوثيق والمناصرة لقضايا الهجرة القسرية والعدالة الانتقالية في سوريا.
استعرض الدليل الركائز التي يقوم عليها عمل اليوم التالي في سيادة القانون، والعدالة الانتقالية، وإصلاح القطاع الأمني والإصلاح الانتخابي وتشكيل اللجنة الدستورية وإعادة الهيكلة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
ومن المشاريع التي تفذتها اليوم التالي في هذا السياق مشروع التوثيق الوطني، الذي يشمل قاعدة بيانات إلكتروني تضم مليوني وثيقة عقارية لحماية حقوق الملكية للسوريين المهجرين، إلى جانب بناء قاعدة بيانات تشمل 10 آلاف حالة نزوح قسري، ومشروع “عندما تنعدم خيارات البقاء أو العودة”، إلى جانب توثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وتقديم الدعم للناجين/ات من الاعتقال ووصلهم بآليات المحاسبة الدولية.
كما استعرض الدليل تجربة اليوم التالي في المناصرة البحثية في يخص قضايا الهجرة والعدالة الانتقالية، إذ تعمل اليوم التالي منذ أربع سنوات مه مجموعة جسور الحقيقة التي تتألف من ثماني منظمات سورية تناضل من أجب تحقيق العدالة الكاملة والمجدية لعدد غير محدود من ضحايا النزاع والاضطهاد على يد النظام السوري، وتستضيف المنظمة أيضا مجموعة تنسيق العدالة الانتقالية.
ونشرت اليوم التالي مجموعة أوراق بحثية ودراسات ضمن جهود المناصرة في مجالي النزوح القسري والعدالة الانتقالية، منها مجموعة دراسات حول حقوق الملكية والأراضي والسكن في سوريا، ودور العدالة الانتقالية “آليات الجبر والتعويض” في معالجة مشكلات الملكية والسكن في سوريا، وحقوق الملكية من منظور جندري، وتقرير الإصلاح الانتخابي وعملية الانتقال الديمقراطي في سوريا.
إضافة إلى الإصدارات البحثية، نشرت اليوم التالي مجموعة من المواد البصرية بين فيديوهات وأفلام قصيرة وصور حول قضايا سورية عدة، ترتبط يملف العدالة الانتقالية.
تؤمن اليوم التالي أن دور المناصرة في عمليات العدالة الانتقالية ضروري للتأكد من أن الأفراد النازحين قسراً يحصلون على الدعم والحماية اللازمين: فالمناصرة أداة أساسية لدعم حقوقهم والتأكد من أصواتهم تلقى آذاناً مصغية، وأنهم لن يُتركوا أثناء تنفيذ عمليات العدالة الانتقاليو.
إذ يمكن الاستفادة من المناصرة لزيادة الوهي المحلي والدولي في شأن أوضاع النازحين والحث على وضع سياسات تجمي حقوقهم وتعززها، ويمكن استخدامخا أيضاً لدعم تنفبذ جبر الضرر وغيرها من التدابير التي تعالج الأذى الذي عانوه.