تاريخ النشر: أيلول 2022
في عام 2011 بلغ عدد الفلسطينيين في سوريا نحو 600 ألف لاجئ، وفق تقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وهي الهيئة الدولية المسؤولة عنهم. وقد منح اللاجئون الفلسطينيون الذين وصلوا إلى سوريا عام 1948 حقوقاً في التملك والعمل والدراسة والوظائف الحكومية تعدّ أفضل مما حازوه في بعض الدول المجاورة.
شارك الفلسطينيون على مدى أكثر من 60 عاماً السوريين حياتهم وتجاربهم، وشاركوهم بعد الثورة أيضاً معاناة القصف والحصار والضغوط الأمنية، وبالطبع التهجير للمرة الثانية و أحياناً الثالثة.
ينصب اهتمام هذا الكتاب في المساحة التي تجمع التجربتين الفلسطينية والسورية؛ إذ يعنى بتوثيق شهادات شفوية لعدد من الفلسطينيين-السوريين الذين عانوا من تجربة “التهجير القسري”. جامعاً بذلك بين استضعافين متداخلين، ومنفتحاً على بعد تاريخي يتمثل في ربط الرواة الذين سُجلت شهاداتهم بين ما تعرضوا له وبين ما سبق وسمعوه من حكايات الأجداد عن التهجير الأول.
الكتاب الذي أنتجته “اليوم التالي” بالتعاون مع “رابطة المهجرين الفلسطينيين” يهدف إلى أنسنة هذه التجربة وتقديمها بعين من رآها ولسانه، عبر عشر شهادات عن الاقتلاع الفلسطيني السوري الجديد.
اعتمد هذا العمل على مقابلات مصورة أو مسجلة، أجريت بين كانون الأول 2021 وشباط 2022. ثم على تفريغها وتحريرها بشكل يحافظ على طابعها الشخصي، وخصوصية تجربتها، ولغتها المنفردة، فضلاً عن قناعات أصحابها.
قُسّم الكتاب وفق شهادات الرواة إلى تسعة فصول يتضمن كل منها شهادة، تحمل تجربة صاحبها وتشابه إلى حد كبير تجارب مئات من الفلسطينيين- السوريين، إذ روعي في اختيار الرواة أن يكونوا من مخيمات أو تجمعات فلسطينية سورية متباينة، أملاً في تقديم أوسع صورة عن تجارب التهجير القسري المتنوعة.
ومن الملاحظ في الشهادات أن مخطط الحصار والتجويع والقصف ثم التهجير المباشر كان طاغياً بسبب تكرار حدوثه في التجربة السورية أصلاً، ومنها الفلسطينية-السورية التي أضيف إلى معاناتها في الشمال تخلي الأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) عن اللاجئين هناك رغم بقائهم في نطاق عملها جغرافياً.