تاريخ النشر: أيلول 2022
اقرأ التقرير: العربية/ English
عادة ما تكون أعمال العنف المرتبطة بالنزاعات المحلية أكثر تأثيراً على النساء، ويظهر هذا الأمر بصورة أكبر في الصراعات ذات الأبعاد الإثنية أو القومية أو الطائفية، ما يعرض النساء لشتى أنواع العنف الممنهج، كما أن الأوضاع المعيشية المتدنية، وتفكك شبكات الأمان الاجتماعية، وانتشار السلاح، وغياب القانون، يولد مزيداً من الإقصاء ضد النساء، ويعرضهنّ لحالات عدة من الاستغلال.
ومع ذلك، قد تخلق مراحل ما بعد الصراع مناخاً ملائماً لإحداث تغيير إيجابي في الظروف السياسية والمعيشية، وكسر الأنماط الجندرية للنساء.
في السياق السوري عانت النساء كثيراً من اضطهاد مجتمعي ممنهج، رسّخه المجتمع ذو الطابع الذكوري، الذي يهمش النساء، لا سيما في المجالات الاقتصادية والسياسية، وفاقم هذا الأمر غياب تشريعات وقوانينَ تلزم الدولة بإزالة العوائق التي تمنع النساء من ممارسة أدوارهنّ.
رغم كل هذه التحديات الأمنية والمجتمعية والسياسية، وما يترتب عليها من انتشار واسع للعنف القائم على النوع الاجتماعي، فإن النساء السوريات استطعنَ خلق مساحات جديدة ضمن الحيز المدني والخدمي والمعيشي، كما استطعن إحداث اختراقات في بنى الحوكمة المحلية، من خلال حملات الحشد والمناصرة والتوعية المجتمعية، وترافق هذا مع تغيير في عدد من الأنماط الجندرية المرتبطة بالنساء.
يحاول استطلاع الرأي هذا استبيانَ انطباعات عدد من السوريين والسوريات حول واقع المرأة السورية الحالي في مجالات التعليم وبيئات العمل والحقوق المدنية والسياسية، إذ استهدف عينة مكونة من 2681 سوري وسورية، داخل وخارج سوريا، من انتماءات قومية ودينية ومذهبية مختلفة، ومن مستويات تعليمية ومعيشية متنوعة.
يهدف الاستطلاع إلى بناء مؤشرات كمية لِعَيِّنَة مختارة من سوريات وسوريين وفق معايير راعت التوزّع الجندري والجغرافي والمهني ومستوى التعليم، بهدف الإسهام في فهم الصعوبات والتحديات التي تواجهها النساء السوريات، واستخراج بعض المقترحات والتوصيات التي قد تسهم في تجاوز تلك الصعوبات وتحسين واقع المرأة السورية مستقبلاً.